قال حزب الشعب المعارض في تركيا، إنه انتصر في ثلاث مدن كبرى في الانتخابات المحلية الجارية وهي: اسطنبول وأنقرة وأزمير، وإذا ما تأكد هذا سيكون الحزب الحاكم قد فقد ثقـة أغلبية الشعب التركي، لكون المدن الثلاث وحدها تمثل أغلبية السكان بدون احتساب باقي المدن الصغيرة والمتوسطة التي فقـدها في هذه الانتخابات.
ورغم أن حزب العدالة والتنمية ما يزال يتقدم المشهد السياسي فإنه بهذه النتيجة يكون قد تعرض لأول مرة لعقاب جزئي هام من طرف الناخبين ستكون له عواقب وخيمة في المستقبل، إذا لم يستوعب الرسالة الجديدة. وبمراجعة المراحل السياسية التي قطعها الحزب من بداية صعوده إلى وبداية الاحتضار هذه يمكن إجمال أسباب النتيجة في ثلاثة عوامل:
1 – الانتقال من صفر خلاف مع الفرقاء في المنطقة، والذي كان موقفا ذكيا ويستجيب للنهضة الصناعية لتركيا وطموحات رجال الأعمال، إلى الانخراط في الصراعات المفتوحة وخاصة مع سوريا ومع مصر والعراق.
2 – في علاقة مع العامل الأول، تفاقم الأزمة الاقتصادية وهبوط سعر الليرة إلى باقي العملات الأساسية التي ترتبط بها تركيا تجاريا مثل الدولار والأورو.
3 – الطموح الرآسي وإحداث تحول في طبيعة الحكم يسمح بصلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية والذي خلق تخوفات واسعة لدى الطبقات المتوسطة من احتمالات العودة إلى الديكتاتورية بعد تخطي الديكتاتورية العسكرية بصعوبة.
