الثقافةفكر وآراء

عيون مطفأة

رحيمة بلقاس

أكبر من الموت ‏

أكبر من الانتظار في طابور العدم ‏

أعتى من تأمل محتضر ‏

يشاهد مسلسل مروره من هناك ‏

ولا يملك سوى دمعة ساخنة ‏

تساقط من جفنيه ‏

وبسمة يابسة ‏

تشق وجنتيه ‏

ساخرا يجوب العيون الآسفة ‏

والعقارب على جدار روحه ‏

تشكلان زاوية قائمة ‏

خيط رمادي ترمّل بينهما ‏

يغني للأبيض والأسود

معنى هلاميا يشكل مرآته ‏

تؤطرك تجاعيد أيامه ‏

كل صفحاتك يخضبها سؤال ‏

معلق على مشجب الأسى المتشظي

في أخاديدك العميقة ‏

غرقت كلماته الجذلى ‏

نامت على مروج الغياب المصفرة ‏

أي بريق هذا المشع من أسنان منجلك الدؤوب؟ ‏

المطارد لظلاله الجامحة ‏

كما قشّة في زوبعة… أُطْلقَ العنان للفرار ‏

ليتهاوى بالثُّقْبِ الأسود ‏

ويترك قاموس المعاني يشرحك بوضوح ‏

لست الوحيد

لقد فتحت عينك على مجرات كثيرة

بنجومها وكواكبها وأقمارها ‏

تدور في رقص صوفي جارف ‏

يرفع أكفه إلى الأعلى…

إلى الأسفل…

إلى… ‏

لا جهات للأمكنة ‏

عديمة الأبعاد ‏هي

سواسية في التفاف لا متناه حولك

أيها المعنى ‏

المسافات تستجديك للتوقف ‏

وجمرة الغموض تسألك…‏

‏ عن أسباب الصراعات… عن النوائب…‏

‏ هناك بعيدا خارج هذا الثقب الجشع ‏

أيها المعنى الهلامي ‏

ما سر الماء في ثقوب الناي الأسطوري؟ ‏

كيف يعزفنا نشازا؟ ‏

فتهوي الغصون تباعا… ‏

وهذا الجذع المشتهى يتلفّعُ الهامات ‏

يعصرها كي تفقد نداوتها ‏

وتجفّ ورود النهى ‏

حتى ننتهي إلى غاية الكهف ‏

نضيئ شمعة يتيمة… ‏

نجالسنا على أمل لقاء شمس ما… ‏

شمس تعود من الجانب الآخر… ‏

شمس تتذكّرنا… تذْكرنا… ‏

شمس تصالحنا… ‏

فتعيد إلينا أعيننا…

لنقبض عليك أيها المعنى اللعين ‏

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى