السياسة

حوار مع الرفيق علي بوطوالة الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ومنسق فيدرالية اليسار الديمقراطي

أجرى الحوار: عبد العاطي اربيعة

‭-‬الطريق‭:‬‭ ‬أنتم‭ ‬كاتب‭ ‬عام‭   ‬لحزب‭ ‬الطليعة‭ ‬ومنسق‭ ‬فدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬وبهاتين‭ ‬الصفتين‭ ‬التي‭ ‬تجمعكم‭ ‬بالحزبين‭ ‬الآخرين‭ ‬نود‭ ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬الطريق‭ ‬أن‭ ‬نستضيفكم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬للإجابة‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وكذلك‭ ‬الأوساط‭ ‬اليسارية‭ ‬والقوى‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ولكم‭ ‬أنتم‭ ‬أن‭ ‬تحددوا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أجوبتكم‭ ‬مدى‭ ‬التقاطع‭ ‬أو‭ ‬التباعد‭ ‬بين‭ ‬الصفتين‭. ‬وسنركز،‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬وصف‭ ‬الأوضاع‭ ‬والتنديد‭ ‬بها،‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الفيدرالية‭ ‬وأحزابها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البيانات‭ ‬والممارسة‭ ‬السياسية،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسميه‭ ‬بالركود‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬تعرفه‭ ‬الساحة‭ ‬السياسية‭.‬

‭ ‬وحتى‭ ‬نبقى‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬الأحزاب‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬هناك‭ ‬أحزاب‭ ‬يسارية،‭ ‬وهناك‭ ‬أحزاب‭ ‬معارضة‭ ‬للحكومة،‭ ‬وبالرغم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ (‬الحكومة‭) ‬اتخذت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬المضادة‭ ‬لمصالح‭ ‬المجتمع،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬نحت‭ ‬منحى‭ ‬المقاربة‭ ‬الأمنية،‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يؤد‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬بروز‭ ‬خطوات‭ ‬ملموسة‭ ‬ضدها‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الساحة؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬منذ‭ ‬حراك‭ ‬20‭ ‬فبراير‭ ‬وخاصة‭ ‬بعد‭ ‬تكوين‭ ‬حكومة‭ ‬بنكيران‭ ‬عرف‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬تحولا‭ ‬كبيرا‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬معارضة‭ ‬وازنة‭ ‬للحكومة‭ ‬داخل‭ ‬البرلمان‭ ‬وفي‭ ‬الشارع؛‭ ‬وذلك‭ ‬راجع‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬أهمها‭ ‬التزام‭ ‬النقابات‭ ‬باتفاق‭ ‬26‭ ‬أبريل‭ ‬2011،‭ ‬وانتظار‭ ‬الشعب‭ ‬تنفيذ‭ ‬حزب‭ ‬العدالة‭ ‬والتنمية‭ ‬للوعود‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬في‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬أو‭ ‬بعضها‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬وانشغال‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬المغربي‭ ‬بتتبع‭ ‬ما‭ ‬ستؤول‭ ‬إليه‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا‭ ‬واليمن،‭ ‬وحدوث‭ ‬تفاوت‭ ‬في‭ ‬تعاطي‭ ‬مكونات‭ ‬اليسار‭ ‬الديموقراطي‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬ومصير‭ ‬حراك‭ ‬20‭!‬فبراير،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬انسحاب‭ ‬العدل‭ ‬والاحسان‭ ‬منه،‭ ‬وانكباب‭ ‬أحزاب‭ ‬تحالف‭ ‬اليسار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬طيلة‭ ‬سنتين‭ ‬على‭ ‬تطويره،‭ ‬والذي‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬فيدرالية‭ ‬اليسار‭ ‬الديموقراطي‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬مارس‭ ‬2014‭.‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬الفيدرالية‭ ‬تؤخر‭ ‬تكوين‭ ‬جبهة‭ ‬واسعة‭ ‬حتى‭ ‬يحصل‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬واحد؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبناء‭ ‬الجبهة‭ ‬الموسعة،‭ ‬لابدّ‭ ‬من‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬المبادرات‭ ‬النضالية‭ ‬التي‭ ‬تندرج‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬إنضاج‭ ‬شروط‭ ‬بنائها‭ ‬مثل‭ ‬مسيرة‭ ‬08‭ ‬يوليوز‭ ‬2018،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تنظيمها‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء‭ ‬بعد‭ ‬الأحكام‭ ‬الجائرة‭ ‬والقاسية‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬معتقلي‭ ‬حراك‭ ‬الريف،‭ ‬ومسيرة‭ ‬21‭ ‬أبريل‭ ‬2019‭ ‬بالرباط‭ ‬بعد‭ ‬تأييد‭ ‬الحكم‭ ‬الجائر‭ ‬في‭ ‬حقهم،‭ ‬وتكوين‭ ‬ائتلاف‭ ‬وطني‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬العمومي‭ ‬وإصدار‭ ‬بيانات‭ ‬مشتركة‭ ‬لأحزاب‭ ‬اليسار‭ ‬الديموقراطي‭. ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬غير‭ ‬كاف‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬مبادرة‭ ‬أحزاب‭ ‬اليسار‭ ‬الديموقراطي‭ ‬والكونفدرالية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬للشغل‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬رسمي‭ ‬للجبهة،‭ ‬وسيعمل‭ ‬حزب‭ ‬الطليعة‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬وسعه‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬في‭ ‬الأفق‭ ‬المنظور‭.‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬ألا‭ ‬تستدعي‭ ‬الأوضاع‭ ‬المجتمعية‭ ‬وبروز‭ ‬المطالب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مناطق‭ ‬المغرب‭ ‬توازي‭ ‬الهدفين‭ ‬معا؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬طبعا‭! ‬فلا‭ ‬وجود‭ ‬لأي‭ ‬تعارض‭ ‬بين‭ ‬تحقيق‭ ‬اندماج‭ ‬أحزاب‭ ‬الفدرالية‭ ‬وبين‭ ‬تكوين‭ ‬جبهة‭ ‬واسعة‭ ‬للنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التغيير‭ ‬الديموقراطي‭ ‬نظريا‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬تتمكن‭ ‬كل‭ ‬مكونات‭ ‬الصف‭ ‬الديموقراطي‭ ‬من‭ ‬تغليب‭ ‬المصالح‭ ‬العليا‭ ‬للشعب‭ ‬المغربي‭ ‬والتوافق‭ ‬حول‭ ‬برنامج‭ ‬حد‭ ‬أدنى‭ ‬لإعادة‭ ‬الثقة‭ ‬للجماهير‭ ‬في‭ ‬النضال‭ ‬السياسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬ومحاربة‭ ‬لوبيات‭ ‬الفساد‭ ‬والاستبداد‭ ‬واختصار‭ ‬مرحلة‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحقيقية‭. ‬

‭- ‬الطريق‭ :‬‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬قطب‭ ‬سياسي‭ ‬ديمقراطي،‭ ‬ألا‭ ‬يوجد‭ ‬خارج‭ ‬الفيدرالية‭ ‬حزب‭ ‬واحد‭ ‬له‭ ‬مصلحة‭ ‬في‭ ‬الصراع‭ ‬مثلا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬قوانين‭ ‬انتخابية‭ ‬ديمقراطية‭ ‬ولجنة‭ ‬وطنية‭ ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭ ‬بدل‭ ‬التي‭ ‬تكتفي‭ ‬على‭ ‬التأشير‭ ‬على‭ ‬الأرقام‭ ‬المقدمة‭ ‬لها‭ ‬وعلى‭ ‬إجراءات‭ ‬الداخلية‭ ‬؟

لا‭ ‬وجود‭ ‬لأي‭ ‬تعارض‭ ‬بين‭ ‬تحقيق‭ ‬اندماج‭ ‬أحزاب‭ ‬الفدرالية‭ ‬وتكوين‭ ‬جبهة‭ ‬واسعة‭ ‬للنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الـتـغـيـيـر‭ ‬الديموقراطي‭.‬

بوطوالة‭:‬‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬التغيير‭ ‬الديموقراطي‭ ‬الأولى‭ ‬تعديل‭ ‬النظام‭ ‬الانتخابي‭ ‬وإحداث‭ ‬لجنة‭ ‬وطنية‭ ‬مستقلة‭ ‬للإشراف‭ ‬على‭ ‬الانتخابات‭  ‬لتعبر‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬بصدق‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬الخريطة‭ ‬السياسية،‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬فرز‭ ‬أغلبية‭ ‬منسجمة‭ ‬وتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرنامج‭ ‬الذي‭ ‬التزمت‭ ‬به‭ ‬مكوناتها‭ ‬في‭ ‬الحملة‭ ‬الانتخابية‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الديمقراطية‭. ‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬قال‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬حزب‭ ‬التقدم‭ ‬والاشتراكية‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬تلفزي‭ ‬آخر‭ ‬شهر‭ ‬أبريل،‭ ‬إن‭ ‬الفيدرالية‭ ‬طلبت‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬التقدم‭ ‬ان‭ ‬يقدم‭ ‬نقدا‭ ‬ذاتيا‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬حوار‭ ‬معه؟‭ ‬هل‭ ‬حقا‭ ‬قدم‭ ‬الحزب‭ ‬للفيدرالية‭ ‬طلبا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحوار‭ ‬؟‭ ‬

بوطوالة‭:‬‭ ‬حسب‭ ‬علمي‭ ‬لم‭ ‬نتوصل‭ ‬في‭ ‬الفدرالية‭ ‬بأي‭ ‬طلب‭ ‬رسمي‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬التقدم‭ ‬والاشتراكية‭ ‬للحوار‭..‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬هل‭ ‬قالت‭ ‬حقا‭ ‬إنه‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬نقدا‭ ‬ذاتيا؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬النقد‭ ‬الذاتي‭ ‬وردت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أعتقد‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬صحفي‭ ‬وليس‭ ‬قرارا‭ ‬للهيئة‭ ‬التنفيذية‭.‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والنقابات،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ضمن‭ ‬قطب‭ ‬جبهة‭ ‬واسعة‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬سياسة‭ ‬الحكومة‭ ‬اتخذت‭ ‬وجهة‭ ‬أكثر‭ ‬يمينية،‭ ‬نراها‭ ‬انكفأت‭ ‬على‭ ‬المطالب‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والفئوية،‭ ‬لماذا‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬رأيكم؟‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الآن‭ ‬أسوأ‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬عليه؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬النقابات‭ ‬أصبحت‭ ‬تواجه‭ ‬أوضاعا‭ ‬صعبة‭ ‬وغير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬فمن‭ ‬جهة‭ ‬منذ‭ ‬سنتين‭ ‬والحكومة‭ ‬تماطل‭ ‬و‭ ‬تناور‭  ‬لإطالة‭ ‬أمد‭ ‬الحوار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬واعتباره‭ ‬مجرد‭ ‬تشاور،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬هناك‭ ‬ضغط‭ ‬القواعد‭ ‬واحتجاجات‭ ‬التنسيقيات‭ ‬الفئوية‭ ‬التي‭ ‬تكونت‭ ‬بسبب‭ ‬أزمة‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النقابات،‭ ‬بل‭ ‬وكبديل‭ ‬عنها‭. ‬ومن‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬النقابات‭ ‬بتوقيعها‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬باتفاق‭ ‬25‭ ‬أبريل‭ ‬عمقت‭ ‬أزمة‭ ‬الثقة‭ ‬هاته‭.‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬أسباب‭ ‬ظهور‭ ‬بعض‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬تتعمد‭ ‬حشر‭ ‬أحزاب‭ ‬اليسار‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬سلة‭ ‬الأحزاب‭ ‬المؤيدة‭ ‬للسياسة‭ ‬العامة‭ ‬للبلاد‭ ‬واعتبار‭ ‬الجميع‭ ‬دكاكين؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬منع‭ ‬قيام‭ ‬ديمقراطية‭ ‬حقيقية‭ ‬ببلادنا‭ ‬وإبعاد‭ ‬حركة‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‭ ‬عن‭ ‬الحكم،‭ ‬لجأ‭ ‬النظام‭ ‬المخزني‭ ‬ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬الأحزاب‭ ‬الإدارية‭ ‬والتزوير‭ ‬الممنهج‭ ‬للانتخابات‭ ‬وإفساد‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬واللجوء‭ ‬إلى‭ ‬تحميل‭ ‬مسؤولية‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬إلى‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬مؤخرا،‭ ‬وترويج‭ ‬خطاب‭ ‬تضليلي‭ ‬وتيئيسي‭ ‬لقتل‭ ‬الأمل‭ ‬فى‭ ‬التغيير‭ ‬و‭ ‬تبخيس‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬الجاد‭ ‬بجمع‭ ‬الأحزاب‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬سلة‭ ‬واحدة‭.‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬كانت‭ ‬الفيدرالية‭ ‬قد‭ ‬سعت،‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬اخذها‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار،‭ ‬هذا‭ ‬النهوض‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الفئوي‭ ‬والمحلي‭ ‬إلى‭ ‬تكوين‭ ‬جبهة‭ ‬اجتماعية‭ ‬أين‭ ‬وصل‭ ‬القرار‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الواقع؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬اتفقنا‭ ‬قبل‭ ‬فاتح‭ ‬ماي‭ ‬مع‭ ‬الكونفدرالية‭ ‬الديمقراطية‭ ‬للشغل‭ ‬على‭ ‬الدعوة‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬تكوين‭ ‬جبهة‭ ‬اجتماعية‭ ‬بأفق‭ ‬سياسي‭ ‬واضح‭ ‬تستوعب‭ ‬كل‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬القابلة‭ ‬للعمل‭ ‬الوحدوي‭ ‬والانخراط‭ ‬بجدية‭ ‬في‭ ‬تدشين‭ ‬دينامية‭ ‬نضالية‭ ‬للتصدي‭ ‬للتراجعات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تعرفها‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الحريات‭ ‬العامة‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وتدهور‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بسبب‭ ‬الاختيارات‭ ‬اللاشعبية‭ ‬واللاديموقراطية‭ ‬التي‭ ‬تنهجها‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تجاهل‭ ‬تام‭ ‬لما‭ ‬يترتب‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬كارثية‭ ‬تضر‭ ‬الأغلبية‭ ‬الساحقة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭. ‬والنضال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬المطالب‭ ‬المشروعة‭ ‬لكل‭ ‬الفئات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬المعتقلين‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬السلمية‭.‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬أين‭ ‬وصلت‭ ‬قضية‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬واحد،‭ ‬وهل‭ ‬حقا‭ ‬هناك‭ ‬صراعات‭ ‬أو‭ ‬نقاشات‭ ‬واختلافات‭ ‬حول‭ ‬زعامة‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬المنشود؟‭ ‬

بوطوالة‭:‬‭ ‬لحد‭ ‬الآن‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لأي‭ ‬نقاش‭ ‬حول‭ ‬زعامة‭ ‬الحزب‭ ‬المنتظر‭ ‬قيامه‭ ‬بعد‭ ‬تحقيق‭ ‬أحزاب‭ ‬الفدرالية،‭ ‬والأمر‭ ‬سابق‭ ‬لأوانه،‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬فالمرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬يتم‭ ‬تدبيرها‭ ‬بالتوافق‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬تجارب‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬البرازيل‭ ‬واليونان‭ ‬وإسبانيا‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭. ‬وطبعا‭ ‬فالمرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬هي‭ ‬الأصعب‭ ‬في‭ ‬صيرورة‭ ‬الاندماج‭ ‬وتتطلب‭ ‬صبرا‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬ونكران‭ ‬الذات،‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬تسبيق‭ ‬المشاريع‭ ‬والطموحات‭ ‬الشخصية‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬الجماعي‭ ‬والمجتمعي‭.‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬متى‭ ‬يمكن‭ ‬لأحزاب‭ ‬الفيدرالية‭ ‬أن‭ ‬تفرج‭ ‬عن‭ ‬وثائقها‭ ‬التي‭ ‬بعثت‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تغيير‭ ‬الدستور‭ ‬في‭ ‬2011؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬كل‭ ‬وثائق‭ ‬الفدرالية‭ ‬متوفرة‭ ‬لمن‭ ‬أراد‭ ‬الإطلاع‭ ‬عليها،‭ ‬ربما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬نشرها‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬لعدم‭ ‬توفر‭ ‬الفدرالية‭ ‬حتى‭ ‬الان‭ ‬على‭ ‬وسيلة‭ ‬إعلامية،‭ ‬أما‭ ‬بخصوص‭ ‬مذكرات‭ ‬أحزابها‭ ‬الثلاثة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بدستور‭ ‬2011،‭ ‬فكل‭ ‬حزب‭ ‬بعث‭ ‬بمذكرته،‭ ‬لأن‭ ‬الفدرالية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قد‭ ‬تأسست‭ ‬بعد،‭ ‬ولذلك‭ ‬حرصنا‭ ‬خلال‭ ‬تأسيسها‭ ‬سنة‭ ‬2014‭ ‬على‭ ‬التنصيص‭ ‬في‭ ‬أوراقها‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬انفراد‭ ‬أي‭ ‬حزب‭ ‬بموقف‭ ‬أو‭ ‬مبادرة‭ ‬لوحده‭ ‬تتعلق‭ ‬بالدستور‭ ‬والانتخابات‭ ‬والقضية‭ ‬الوطنية‭.‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬ألا‭ ‬يعتبر‭ ‬تأخير‭ ‬تكوين‭ ‬الجبهة‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬حد‭ ‬أدنى‭ ‬ولو‭ ‬حتى‭ ‬نقطة‭ ‬أو‭ ‬نقطتين،‭ ‬التي‭ ‬تتطلبها‭ ‬التطورات‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الاندماج،‭ ‬هو‭ ‬أيضا‭ ‬مساهمة‭ ‬في‭ ‬الركود‭ ‬السياسي؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬تأخير،‭ ‬ونحن‭ ‬نعمل‭ ‬كما‭ ‬سبقت‭ ‬الإشارة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬معا،‭ ‬ولعل‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬القوى‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬خير‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬خصوصا‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقضية‭ ‬المعتقلين‭ ‬السياسيين‭.‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬كيف‭ ‬ترون‭ ‬عملية‭ ‬التجميع‭ ‬الكمي‭ ‬والنوعي‭ ‬لأطياف‭ ‬وفعاليات‭ ‬اليسار‭ ‬المناضل؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬عملية‭ ‬تجميع‭ ‬وتوحيد‭ ‬مكونات‭ ‬اليسار‭ ‬المعارض‭ ‬صيرورة‭ ‬طويلة‭ ‬ومعقدة‭ ‬لأنها‭ ‬تتطلب‭ ‬نقاشات‭ ‬وحوارات‭ ‬حول‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬صياغة‭  ‬مشروع‭ ‬مجتمعي‭ ‬بديل‭ ‬للمجتمع‭ ‬الرأسمالي‭ ‬التبعي‭ ‬القائم‭ ‬الآن،‭ ‬والتوافق‭ ‬بالخصوص‭ ‬حول‭ ‬استراتيجية‭ ‬وآليات‭ ‬النضال‭ ‬الديموقراطي‭ ‬الطويل‭ ‬النفس‭ ‬والمفضي‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬جوهري‭ ‬لميزان‭ ‬القوى‭ ‬بين‭ ‬جبهتين‭: ‬جبهة‭ ‬قوى‭ ‬الحرية‭ ‬والديموقراطية‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتقدم‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬وجبهة‭ ‬قوى‭ ‬المحافظة‭ ‬والجمود‭ ‬والاستبداد‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭.‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬هل‭ ‬تحظى‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬برؤية‭ ‬موحدة‭ ‬داخل‭ ‬الفدرالية‭ ‬؟‭ ‬

عملية‭ ‬تجميع‭ ‬وتوحيد‭ ‬مكونات‭ ‬اليسار‭ ‬المعارض‭ ‬صيرورة‭ ‬تتطـلـب‭ ‬رسم‭ ‬اسـتـراتـيـجـيـة‭ ‬وآلــيــات‭ ‬النـضـال‭ ‬الـديموقراطي‭.‬

بوطوالة‭:‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬لقضية‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬تطابق‭ ‬الرؤى‭ ‬بين‭ ‬مكونات‭ ‬الفيدرالية‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬منذ‭ ‬التأسيس‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬انفراد‭ ‬أي‭ ‬حزب‭ ‬بموقف‭ ‬أو‭ ‬مبادرة‭ ‬لوحده‭ ‬ونفس‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬للدستور‭ ‬والانتخابات‭.‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬ألا‭ ‬يشكل‭ ‬إعلان‭ ‬العيون‭ ‬نموذجا‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬التنسيق‭ ‬وتعدد‭ ‬التصورات‭ ‬؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬فقد‭ ‬حصل‭ ‬تفاوت‭ ‬بخصوص‭ ‬إعلان‭ ‬العيون‭ ‬رغم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬منسق‭ ‬الفيدرالية‭ ‬آنذاك‭ ‬على‭ ‬الإعلان‭ ‬مما‭ ‬خلف‭  ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬في‭ ‬قواعد‭ ‬الفدرالية،‭ ‬ولو‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬لكانت‭ ‬المضاعفات‭ ‬على‭ ‬الفيدرالية‭ ‬أسوأ‭ ‬بكثير‭.‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬نود‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬نطرح‭ ‬عليكم‭ ‬بعض‭ ‬الأسئلة‭ ‬حول‭ ‬حزب‭ ‬الطليعة‭. ‬فبعد‭ ‬عرقلة‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬الجبهة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬ستتخذ‭ ‬لعقده‭ ‬؟‭ ‬وهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬بالمغرب؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬لقد‭ ‬ناقشت‭ ‬الكتابة‭ ‬الوطنية‭ ‬للحزب‭ ‬في‭ ‬اجتماعها‭ ‬الأخير‭ ‬المنع‭ ‬المقنع‭ ‬لعقد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الأول‭ ‬للجبهة‭ ‬العربية‭ ‬التقدمية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬جوانبه،‭ ‬وقررت‭ ‬محاولة‭ ‬عقده‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بالمغرب‭ ‬وبنفس‭ ‬المكان‭ ‬لان‭ ‬الترتيبات‭ ‬كلها‭ ‬جاهزة،‭ ‬لكن‭ ‬اللجنة‭ ‬التحضيرية‭ ‬للمؤتمر‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬اجتماعا‭ ‬لها‭ ‬بدمشق‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬5‭ ‬ماي‭ ‬قررت‭ ‬عقده‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬شتنبر‭ ‬القادم‭ ‬ببيروت‭ ‬أو‭ ‬دمشق‭ ‬لأن‭ ‬اللجنة‭ ‬التنفيذية‭ ‬متخوفة‭ ‬من‭ ‬منع‭ ‬عقده‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بالمغرب‭ ‬ونحن‭ ‬نأسف‭ ‬لهذا‭ ‬القرار‭.‬

الطريق‭:‬‭ ‬تصرح‭ ‬بعض‭ ‬الحساسيات‭ ‬المنتمية‭ ‬لاقصى‭ ‬التطرف‭ ‬الاثني‭ ‬أن‭ ‬المؤتمر‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إحياء‭ ‬القومية‭ ‬الشوفينية،‭ ‬فما‭ ‬حقيقة‭ ‬القومية‭ ‬الغير‭ ‬الإثنية‭ ‬والمتجددة،‭ ‬كما‭ ‬كتبتم‭ ‬وما‭ ‬الفرق‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬قومية‭ ‬الأنظمة‭ ‬سابقا‭ ‬ولاحقا‭ ‬؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬في‭ ‬الملتقى‭ ‬الذى‭ ‬نظمته‭ ‬الجبهة‭ ‬العربية‭ ‬التقدمية‭ ‬بدمشق‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬نوفمبر‭ ‬2017‭ ‬لمواجهة‭ ‬المخطط‭ ‬الأمريكي‭ ‬الصهيوني‭ ‬الرجعي‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬الإجهاز‭ ‬على‭ ‬الحقوق‭ ‬المشروعة‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بصفقة‭ ‬القرن،‭ ‬تمت‭ ‬مناقشة‭ ‬مسألة‭ ‬هوية‭ ‬حركة‭ ‬التحرر‭ ‬العربية‭ ‬وعلاقة‭ ‬العروبة‭ ‬بالإثنيات‭ ‬العرقية‭ ‬الأمازيغية‭ ‬والكردية،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬النقاش‭ ‬مستمرا‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬قناعة‭ ‬مشتركة‭ ‬لدى‭ ‬مكونات‭ ‬الجبهة‭ ‬يمكن‭ ‬تلخيصها‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬ضرورة‭ ‬تاريخية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬لتوحيد‭ ‬الفضاء‭ ‬الجغرافي‭ ‬المعروف‭ ‬بالعالم‭ ‬العربي‭ ‬نظرا‭ ‬لما‭ ‬يتوفر‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬شروط‭ ‬الوحدة‭ ‬والترابط‭ ‬بين‭ ‬أقطاره‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬لأية‭ ‬منطقة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬حققت‭ ‬وحدتها‭ ‬ونهضتها‭ ‬الحضارية‭. ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يمكنني‭ ‬أن‭ ‬أؤكده‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬الجبهة‭ ‬العربية‭ ‬التقدمية‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬مطلقا‭ ‬بأية‭ ‬قومية‭ ‬شوفينية‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬الأحزاب‭ ‬القومية‭. ‬فهدف‭ ‬الجبهة‭ ‬هو‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬حركة‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬بناء‭ ‬اتحاد‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفياتي‭ ‬سابقا‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬حاليا‭. ‬وهذا‭ ‬يخدم‭ ‬مصالح‭ ‬جميع‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬العرق‭ ‬أو‭ ‬الدين‭ ‬أو‭ ‬اللغة‭.‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬يظهر‭ ‬أن‭ ‬أغلبية‭ ‬أعضاء‭ ‬وعضوات‭ ‬الحزب‭ ‬مع‭ ‬اندماج‭ ‬الأحزاب‭ ‬الثلاثة،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬أصوات‭ ‬متخوفة‭ ‬من‭ ‬ألا‭ ‬تكثف‭ ‬الثقافة‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية‭ ‬وكذا‭ ‬البرامج‭ ‬والتراث‭ ‬النضالي‭ ‬للأحزاب‭ ‬الثلاثة‭ ‬تكثيفا‭ ‬واحداً‭ ‬داخل‭ ‬الحزب‭ ‬الجديد‭. ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تكثيف‭ ‬تصورات‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬البعض‭ ‬الآخر؟

بوطوالة‭: ‬التخوفات‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬تركيب‭ ‬وتكثيف‭ ‬الثقافة‭ ‬السياسية‭ ‬للأحزاب‭ ‬الثلاثة‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬المستقبلي‭ ‬تخوفات‭ ‬مشروعة‭ ‬ومفهومة،‭ ‬ولكن‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬متعارف‭ ‬عليه‭ ‬غير‭ ‬مضمون‭ ‬المخارج‭ ‬والنتائج‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭ ‬ولا‭ ‬وجود‭ ‬لتأمين‭ ‬عن‭ ‬فشل‭ ‬الاندماج،‭ ‬ولكننا‭ ‬نراهن‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬العمل‭ ‬التنظيمي‭ ‬المشترك‭ ‬والنضال‭ ‬الميداني‭ ‬لتحقيق‭ ‬الوحدة‭ ‬الفكرية‭ ‬والمقاربة‭ ‬الوحدوية‭ ‬لكافة‭ ‬القضايا‭.‬

مشروع‭ ‬الجبهة‭ ‬العربية‭ ‬التقدمية‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬مطلقا‭ ‬بأية‭ ‬قومية‭ ‬شوفينية،‭ ‬و‭ ‬هو‭ ‬إعادة‭ ‬لبناء‭ ‬حركة‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ .‬

‭- ‬الطريق‭:‬‭ ‬أعلن‭ ‬بيان‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬الأخير‭ ‬عن‭ ‬تكوين‭ ‬لجنة‭ ‬تحضيرية‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الحزبي‭ ‬القادم،‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬توقع‭ ‬طرح‭ ‬مسألة‭ ‬حل‭ ‬الأحزاب‭ ‬في‭ ‬مؤتمرات‭ ‬الأحزاب‭ ‬الثلاثة‭ ‬المكونة‭ ‬للفيدرالية‭ ‬؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬طرح‭ ‬مسألة‭ ‬حل‭ ‬الأحزاب‭ ‬الثلاثة‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬مؤتمرات‭ ‬استثنائية‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬المؤتمرات‭ ‬العادية،‭ ‬والتحضير‭ ‬للمؤتمر‭ ‬القادم‭ ‬للحزب‭ ‬سيتم‭ ‬وفق‭ ‬المسطرة‭ ‬العادية‭ ‬المعروفة،‭ ‬وأكيد‭ ‬سنناقش‭ ‬فيه‭ ‬قضية‭ ‬الاندماج‭ ‬التي‭ ‬سيكون‭ ‬الحسم‭ ‬فيها‭ ‬وفق‭ ‬تقدم‭ ‬صيرورة‭ ‬التوحيد‭ ‬وتجاوز‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحفظات‭.‬

الطريق‭:‬‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬حل‭ ‬الأحزاب‭ ‬الثلاثة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تراجع‭ ‬الحريات‭ ‬الحالي‭ ‬محفوف‭ ‬بالمخاطر‭ ‬ألا‭ ‬تشعر‭ ‬القيادة‭ ‬بذلك؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬سابقا‭ ‬مسألة‭ ‬حل‭ ‬الأحزاب‭ ‬الثلاثة‭ ‬مرهون‭ ‬بالنجاح‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬وقيادة‭ ‬الحزب‭ ‬واعية‭ ‬بالمخاطر‭ ‬المتوقعة‭.‬

‭-‬الطريق‭:‬‭ ‬إذن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬القضايا‭ ‬النظرية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬الحزب‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬تحضيرا‭ ‬ونقاشا‭ ‬؟

بوطوالة‭:‬‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬في‭ ‬المؤتمرات‭ ‬السابقة‭ ‬ستكون‭ ‬قضايا‭ ‬اشتراكية‭  ‬القرن‭ ‬الواحد‭ ‬والعشرين‭ ‬والتشخيص‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للوضع‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الوضع‭ ‬الدولي‭ ‬وتحديات‭ ‬مجتمع‭ ‬المعرفة‭ ‬والثورة‭ ‬الرقمية،‭ ‬واعادة‭ ‬بناء‭ ‬حركة‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬المنطقتين‭ ‬العربية‭ ‬والمغاربية،‭ ‬وبناء‭ ‬الجبهة‭ ‬الواسعة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التغيير‭ ‬الديموقراطي،‭ ‬وتوفير‭ ‬افضل‭ ‬شروط‭ ‬اندماج‭ ‬أحزاب‭ ‬الفدرالية‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬حزب‭ ‬العمال‭ ‬البرازيلي‭ ‬أو‭ ‬سيريزا‭ ‬اليوناني‭ ‬أو‭ ‬بوديموس‭ ‬الاسباني،‭ ‬وطبعا‭ ‬تقييم‭ ‬أداء‭ ‬الحزب‭ ‬والفدرالية‭ ‬بين‭ ‬المؤتمرين،‭ ‬وتحيين‭ ‬الخط‭ ‬السياسي‭ ‬إلى‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬ستتداول‭ ‬فيها‭ ‬اللجنة‭ ‬التحضيرية‭ ‬للمؤتمر‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى